الشاعر عمر بن أبي ربيعة ـ بقلم ريان عليان ـ 2013م
بدأ العصر الأموي بعد عصر الخلافة الراشدة حيث تولى خلافة المسلمين معاوية بن أبي سفيان وشهد العصر الأموي حركة في التوسع الجغرافي لدولة الإسلام من خلال الفتوحات التي منحت هذا العهد نشاطاً إقتصادياً مميزاً .
في العهد الأموي حصلت العديد من الإنقسامات وتأسست حالات رافضة لهذه الخلافة مما أدى الى نشوب الكثير من الحروب الداخلية وظهرت في هذا العصر حالات الترف على نيقيض العهود السابقة وقد كان عهد عمر بن عبد العزيز أفضل عهود الدولة الأموية إذ تميز هذا العهد بالإستقرار والأمن والعدالة
في زمن الخلافة الأموية شب الفتى عمر بن أبي ربيعة على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لها مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.
برع عمرفي استعمال الأسلوب القصصي والحوار وتتميز قصائده بالعذوبة والطابع الموسيقي وقد تغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائد هذا الشاعر. جعل من الغزل فناً مستقلاً.
كان عمر بن أبي ربيعة على جانب من الاعجاب بنفسه. وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه بل انه يتحدث عن «شهرته» لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة
يظهر مما تقدم أن عمر بن ابي ربيعة لم يكن على قائمة إهتماماته الحياة الإجتماعية والسياسية والسلطوية حيث قضى حياته في الترف وإشباع الذات المتمردة في حب الملذات والبروز في المجتمع الأنثوي كشخصية لها خصوصيتها الفريدة وقد عبر عن هذا السلوك والتوجه من خلال قصائده بكل بيان ووضوح وقد أعطى صورة أخرى عن شخصيته وهي الغرور والإعجاب المطلق بالنفس ولعل هذا الأمر من أقوى العناصر التي تجعل الإنسان يعيش في مدار ذاته يمحو ويثبت ما يشاء في مقام إشباع ملذاته .