الإستقرار في الحياة الزوجية ـ بقلم الشيخ حسين عليان
يرى الإسلام ان الزواج الصحيح هو الزواج الذي يقوم على أساس الشراكة بين الزوجين وقيام كل منهما بالدور الموكل إليه .وقد هيئ الله تعالى أسباب الاستقرار والهدوء بما يكفل سعادتهما وممارسة دورهما القيادي على اكمل وجه . فقال عز وجل : {ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة …} ( الروم 21).
فهذه الهبة الإلهية تشكل الركيزة التي يقوم عليها بنيان المجتمع بكامله ، فإذا تعرضت لأي خللٍ تعرض كل ما بعدها للخلل .
وحتى يتمكن الشريكان من القيام بدورهما الإنساني والرسالي في المؤسسة الزوجية التي يرأسانها لا بد وان يسود بينهما منطق التفاهم والحوار .
ثم ان المحافظة على تعزيز قوة الاستقرار في المؤسسة الزوجية تخلق روحاً عاطفية مشبعة بالمودة والمحبة والاحترام المتبادل ، وهذا كله ينعكس إيجاباً على الأبناء الذين يجدون أنفسهم في مجتمع أُسري ينعم بالهدوء والطمأنينة ، ويقدم لهم ما يحتاجونه في مقام التربية والتوجيه .
ولا ننسى ان سلوك الأبوين له تأثير مباشر على تربية الأبناء لأنه المعشر الأول للطفل الذي يحتاج الى المناخ العائلي الصافي من الكدارة السلوكية .
وعندما يسود بين الأبوين منطق الاختلاف وتبادل الاتهامات وأحياناً الشتائم فهذا النزاع والصراع يحدث صدمة للطفل على المستوى التربوي والأخلاقي ويشعر عندها بفقدان الملجئ العاطفي والقيادي الذي يحتاجه في أول مرحلة من مراحل حياته .
ومن هنا نؤكد على ضرورة المحافظة على أسس الاستقرار بين الأبوين حتى لا يدفع الأولاد ثمن خلافات لا علاقة لهم بها .وعليه فإن كلاً منهما يجب عليه ان ينظر الى ما هو أبعد من حدود نفسه وأنانيته ويلتفت الى ان الأمانة التي يحملها أقدس بكثير من مشكلته الخاصة .
عقد الزواج :
الكلمة الفصل في قبول الزواج من أي شخصٍ ورفضه يرجع الى الفتاة ، فهي التي تحدد شريك حياتها وتقرر وتوافق . وليس من حق أي انسان أن يجبرها على القبول بمن تقدم للزواج منها . وبناءً على رضاها وموافقتها يطلب الأذن من الأب بالنسبة لابنته البكر . وهذا يرجع لعدة أسباب أهمها :
1- كونه يحفظها من التهور العاطفي ويُصوب رأيها في اختيار شريك حياتها .
2- امتلاك الخبرة والتجربة والحكمة .
3- المحافظة على الروابط الأسرية
4- احترام الأبوة والإقرار بالفضل .
وكما يعتبر في العقد رضا الزوجة يعتبر ايضا قبول الزوج وبالرضا والقبول يدخل الزوجان عالماً جديداً زرع الله تعالى فيه السكينة والمودة والرحمة ، ويجب عليهما عندئذٍ المحافظة على هذه النعمة الربانية لينعما بالهناء والسعادة .