حصة الأنثى من الإرث
الشيخ حسين عليان
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى :{ وللذكر مثل حظ الأنثيين } والسؤال أو الإشكال الذي تثيره المرأة ها هنا لماذا هي أقل حظاً من الرجل ؟ والجواب ينبغي أن يصبح واضحاً لديك بعد ما تقدم من حديث عن دور كلٍ من الرجل والمرأة في الجانب المادي وإذا بحثنا عملياً مسألة ( حصتان للرجل – يقابلهما حصة للمرأة) فنلاحظ أن المرأة أخذت من الميراث حصة كاملة من غير أن يلزمها الإسلام بأي تبعات فيما حصلت عليه فهو خالص لها تنفقه حيث أرادت وكيفما شاءت، أما الرجل الذي حصل على حصتين فهو مسؤول عن الإنفاق في جميع المجالات والجهات. وعند المحاسبة العملية فإننا نجد أن المرأة أخذت حصة خالصة لها من غير تبعاتٍ تلزمها بالإنفاق وشاركت الرجل بما حصل عليه من ميراث وبهذا تكون على المستوى العملي أكثر ربحاً منه .
هذا الكلام يقع في دائرة تقاسم الأدوار فيما له علاقة كبيرة بالعنصر التكويني وما يترتب عليه من آثارٍ أما على مستوى تحمل المسؤوليات الإجتماعية والدينية والسياسية .... فإن الشرع الإسلامي لم يفرق بشيء بين الذكر والأنثى كما عرفت من خلال ما تقدم في فقرات هذا الكتاب فهي يحق لها أن تتعلم وتعلم وتبيع وتشتري وتملك وتقبل وترفض حرة مختارة من غير جبر ولا إكراه وهي مثله في الأجر والثواب أمام الله من غير فرقٍ على الإطلاق وهذا الأمر قد مر بيانه مفصلاً فيما سبق من عناوين وشروحات فصول هذا الكتاب وبناء على هذا التوزيع للأدوار بين الذكر والأنثى ومع مراعاة تحمل كل منهما مسؤوليته الكاملة بعد فهمه لسر دوره وسر دور الآخر يمكن عندئذٍ أن نسلك طريق الحياة الصالحة بصلاح إنسانها ولا يبقى مجالاً للشك في أن الشرع الإسلامي ساوى بين الرجل والمرأة على مستوى الحقوق والواجبات .
وخلاصة المسألة إن الشرع الإسلامي ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ولم يُفضل أحدهما على الآخر ولم يعطِ لأحدهما حصة زائدة على حساب الآخر والفوارق التي قد نعتبرها إمتيازاً للرجل ليست إلا عملية تنظيمية في توزيع الأدوار بما ينسجم مع الواقع التكويني لكل منهما ليحصل التكامل الذي يحفظ الحياة الإنسانية ويصونها ويُؤمن لها عناصر الإستقرار وتحقيق ذلك مرتبط بفهمنا الصحيح وتدبرنا الحكيم .
ملاحظة : كان من المقرر جعل هذا الدرس في كتاب العلاقات الزوجية والروابط الإنسانية ولكن هذا لم يحصل .